مع استمرار الطفل في النمو، يصبح دوره في المجتمع أكثر أهمية، ويحتاج إلى مهارات تساعده على التعامل مع الحياة بطريقة مستقلة ومسؤولة. في هذه المرحلة، يصبح من الضروري أن يكتسب العادات والسلوكيات الإيجابية التي سترافقه طوال حياته. من أهم الأمور التي يجب أن يحرص الأهل على تعليمها للطفل هي قيمة الوقت، حيث يمكن تعويده على وضع جدول يومي يساعده على التوازن بين الدراسة، اللعب، والأنشطة الأخرى، مما يعزز لديه الإحساس بالمسؤولية والانضباط.
الاستقلالية من المهارات الأساسية التي يحتاج الطفل إلى اكتسابها تدريجيًا، ويكون ذلك من خلال إعطائه الفرصة لاتخاذ بعض القرارات بنفسه، مثل اختيار ملابسه أو تحديد نشاطه المفضل. كما أن تعليمه كيفية إدارة مصروفه الشخصي منذ الصغر يعلمه قيمة المال ويجعله أكثر وعيًا بكيفية استخدامه بشكل مسؤول.
في هذه المرحلة، يصبح تأثير الأصدقاء والمجتمع الخارجي أكثر وضوحًا، لذا من المهم أن يكون هناك تواصل مستمر بين الأهل والطفل لفهم طبيعة علاقاته الاجتماعية. تشجيعه على اختيار أصدقاء إيجابيين يساعد في تكوين بيئة داعمة لنموه النفسي والاجتماعي. يمكن أيضًا توجيهه إلى الأنشطة التي تنمي شخصيته، مثل المشاركة في الفرق الرياضية، النوادي الثقافية، أو الأعمال التطوعية، مما يساعده على تطوير مهاراته وزيادة ثقته بنفسه.
كما أن تنمية التفكير النقدي لدى الطفل تجعله أكثر قدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وحماية نفسه من التأثيرات السلبية. من الجيد تعويده على طرح الأسئلة، التفكير بعمق، والتأكد من صحة المعلومات قبل تصديقها. تعزيز مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات يجعله أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات التي قد يواجهها في المستقبل.
أما من الناحية العاطفية، فلا يزال الطفل بحاجة إلى الحب والدعم من أسرته. مهما كبر، يظل بحاجة إلى الشعور بأن هناك من يستمع إليه ويفهم مشاعره. لذلك، فإن قضاء وقت ممتع معه والاستماع إلى أفكاره دون إصدار أحكام يعزز من ثقته في نفسه ويجعله يشعر بالأمان العاطفي.
عندما يصل الطفل إلى مرحلة النضج، يبدأ في بناء هويته الخاصة، ومن الضروري أن يكون لديه أساس قوي من القيم والمبادئ التي تساعده على اتخاذ القرارات الصحيحة. توجيهه ليكون شخصًا متزنًا، قادرًا على التعامل مع التحديات، ومحترمًا لذاته وللآخرين، يجعله أكثر قدرة على تحقيق النجاح في حياته.
الاهتمام بالأطفال لا يتوقف عند توفير احتياجاتهم الأساسية، بل يشمل دعمهم نفسيًا واجتماعيًا وتعليمهم كيف يصبحون أفرادًا مستقلين ومسؤولين. عندما يشعر الطفل بالدعم والتشجيع، يصبح أكثر استعدادًا لمواجهة العالم بثقة، ويتحول إلى شخص قادر على تحقيق أهدافه والمساهمة بإيجابية في مجتمعه
https://usr7ti.com/